سنة جديدة تُضاف لسجل حياتي، أزداد فيها خبرةً، ونجاحًا واطمئنانًا. واحد وعشرون عامًا من الكفاح، والمحاولات.
بالنظر إلى السنة الماضية، هلعت بمجرد دخولي سنتي العشرين، لم أرغب بأن يزور الواحد والثلاثين من مايو، ولا السابع والعشرين من صفر أبدًا، تمنيت لو أستطيع تمزيق هذين التاريخين من التقاويم السنوية، من هذه السنة، وإلى الأبد.
أتذكر بوضوح تلك الليالي القلقة، الأرق، أكواب النعناع وألواح الشكولاته. التفكير بالمستقبل يقلقني، إحدى أكبر مخاوفي، أعلم ذلك، أعلم بأن الجميع يملكون مستقبلًا مخفيًا، وماضيًا محبطًا أو مأساويًا أحيانًا، أكثر مني، أو أقل، لكن لما أخاف أكثر منهم؟ لما أبقى مستيقظة لوقت أطول منهم؟ استطعت بتوفيق من الله ومساعدة من إحدى الصديقات بالتحرر من خوفي، وحتى هذه اللحظة، أمتن كثيرًا لعقبتي تلك، صنعتني، ومدتني بالقوة.
ها أنا ذا، واحد وعشرينية، لم أتزوج، ولم أتخرج، ولم أمرض، بل ها أنا ذا، أسعد، أنجح، أفضل من ذي قبل.
أما عن يوم ميلادي، فأنا لست ممن يحفلون بأعياد الميلاد، ولست ممن ينفقون أيامهم بطلب الهدايا والحفلات والتهاني، ولكن إن أتت إلي طائعة فلا أمانع ذلك، أدوس على مبادئي لسويعات ودقائق، تحقيقًا لسعادة وراحة البعض.
لكنني اليوم قررت بأن احتفل مع نفسي قليلًا، لأجعله يومًا يذكر من بين رتابة أيام شهر شوال.
أصوم القضاء، لذلك لم أقم بطبخ أي شيء، بل رقصت لساعتين تقريبًا، أوشكت على الموت بعدها من العطش، لم أرقص بعد يوم العيد، أخرجت كل ذرة طاقة من جسمي، لم يتبقى سوى القليل أخطط لإخراجها قريبًا أيضًا احتفالًا بانتهاء صيامي غدًا.
قرأت، كتبت، وشاهدت فيلمًا مع إخوتي، وأخيرًا ساعدت جدتي في ترتيب ملابسها.