تختلف طرق المذاكرة على حسب شخصية المتعلم، سواء كان بصريًا، أو سمعيًا أو غيرهم. أما أنا، فأنا جميع الأنماط.. وأنا لا أمزح فهذه هي الحقيقة، فقد درست مادة تتعلق بالأساليب التعليمية وبالأنماط وما إلى ذلك، وبشكل غريب فإنني أنتسب إليها جميعها، وفي كل مرة أقوم باختبار تحديد نمط التعلم أجد نمطي يتغير من وقت لآخر. لا أعلم كيف لهذه التدوينة بأن تفيد من سألني مسبقًا، كوني استخدم كل الطرق للمذاكرة وليست طريقة معينة لنمط معين، لكنني سأذكرها على كل حال.
القاعدة الأولى والتي سئمتم من سماعها، أخذ القسط الكافي من النوم والراحة. لا أستطيع قراءة سطر واحد إن لم أكن قد نمت جيدًا، لا القهوة ولا الشاي يمكنهم إيقاظي، لا يمكن للكافيين بأي ألاعيبه أن يحكم قبضته علي، لذلك فأنا لا أعتمد عليه أبدًا، ولا أدع له مجالًا في الحقيقة للتدخل، لذلك فإن واجهت مشكلة في منتصف مذاكرتي بأنني لا أستطيع بتاتًا أن أفتح عيناي فإنني آخذ غفوة لمدة ٢٠ دقيقة أو ٣٠ وأعود للمذاكرة مجددًا. وقد قرأت دراسة بأن أخذ الغفوات القصيرة عند الحاجة إليها مفيدة جدًا لإعادة شحن الجسم، وهذا ما أشعر به تمامًا بعدها.
القاعدة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى، لا طعام بتاتًا أثناء المذاكرة. الكثير من الأشخاص يخصصون وجبات خفيفة كثيرة للمذاكرة، والكثير أيضًا يشربون القهوة ويتناولون الحلويات أثناءذلك، ومما ليس فيه شك فإنه من المستحيل على العقل أن يجمع ما بين عملية الأكل والتذوق وما بين القراءة والفهم، وهذه ليست قدعنة من عندي وإنما دراسة حقيقية أثبتت ذلك، عملية القراءة وحدها كقراءة رواية لا تكون كاملة بالأكل أثناءها، فكيف بالاستذكار؟ أواجه أوقات عصيبة أحيانًا بانخفاض طاقتي للمذاكرة، وغالبًا ما أشحن نفسي بقطعة شوكولاته، وهي فعالة بشكل مذهل، لكنني لا أشحن نفسي أبدًا خلال مذاكرتي وإنما
في الفاصل الذي يكون بين أوقات المذاكرة. فاصل الأكل كما أسميه أخصص له وقتًا خاصًا بدون كتاب أو دفاتر، استمتع بعملية الأكل وآخذها فترة استراحة كاملة بدون أي أفكار. ونقطة مهمة أخيرة، ممنوع منعًا باتًا أن تشعروا بالتخمة، فبعد التخمة تأتي الغفوة وبعد الغفوة النومة الكاملة وخذلك.
القاعدة الثالثة والتي تتساوى بالأهمية مع ما سبقها هي ألا يكون وقت استراحتكم بين منصات مواقع التواصل الاجتماعي، او اليوتيوب أو ما إلى ذلك، واكتفوا بقراءة التشابترات والأسئلة من قروبات الشعبة من الواتس وعودوا مجددًا للمذاكرة. وقد سمعت دراسة حقيقة بهذا الصدد، ولا أتذكر الأوقات الصحيحة بالضبط، لكن فحواها ينص على أن الدماغ ليدخل جو المذاكرة والتلقي يحتاج إلى ٢٠ دقيقة -أو ٤٠-، وعندما نعود بعدها إلى مشاهدة مقطع أو الشروع بالقيام بشيء آخر فإنه يحتاج مجددًا إلى ٢٠ دقيقة أخرى ليعود إلى وضع التلقي. ولحل هذه المشكلة لمدمنة يوتيوب مثلي فقد قمت بتحميل برنامج يساعدني على ضبط نفسي بعدم استخدام هاتفي لمدة معينة. الكثير يعرفون برنامج زراعة الأشجار والذي يقوم بزراعة شجرة إذا لم تفتح هاتفك لمدة معينة، وإذا قمت بفتحه خلال تلك المدة فستموت الشجرة، ولأن موت الأشجار موضوع حساس لدي، قمت بتحميل برنامج طبخ بنفس الفكرة، يقوم بطبخ طبق معين خلال مدة أقوم بتحديدها وإذا قمت بتشغيل هاتفي خلال تلك المدة فإن الطبق يحترق. غالبًا ما أضع وقت مذاكرتي ٥٠ دقيقة، والعشر دقائق المتبقية لإتمام ساعة تكون فترة استراحة، وأعود مجددًا لوضع البرنامج على ٥٠ دقيقة.
أخصص يومين على الأقل لكل مادة في الأسبوع الواحد، حتى ولو كانت قليلة، فإنني أعيد مراجعتها في اليوم الثاني إن كنت قد انهيتها كاملة في اليوم الأول، ولهذا فإنني أبدأ بأسبوعين أو ثلاثة قبل الاختبارات لأستطيع الموازنة بين المواد والأيام. غالبًا يكون اليوم الأول كاملًا قراءة، وأقصد بالقراءة عملية القراءة الكاملة، قراءة سريعة أتصفح بها الفصول والأفكار والعناوين، أحاول تذكر الأسئلة التي جاءت في الاختبارات الماضية أحدد الفقرات المحتمل تواجدها بالاختبار، بعدها أقوم بالقراءة بشكل دقيق بصوت مسموع وأقوم بوضع خط تحت الأفكار المهمة، أخيرًا أقوم بتدوين تلك الأفكار إن كانت بحاجة لتدوين خارجي، أحب رسم خرائط المفاهيم وجداول المقارنات وصفحة المصطلحات. في اليوم الثاني أبدأ بحفظ كل ما تحته خط، وكل جدول قمت برسمه. تتحاشى صديقاتي أخذ تخطيطي، لأنهن عندما يفتحن صفحة مليئة بالمحتوى يجدنني قد وضعت خطاً واحدًا فقط، وهذا ما يجعلني آخر مصدر يفكرن فيه للتخطيط. أؤمن بالمذاكرة الذكية، وبالحقيقة فقط أخذت الطريقة من نفسي، وقمت بقياسها على الواقع، احفظ أقل، المفتاح للحصول على درجات كاملة هو المذاكرة بشكل أقل، لكن مع فهم أكثر. ومع هذا فتتطلب طريقتي حدسًا قويًا، ما المهم وما الذي يتوجب علي حذفه وما هو الذي يتوجب علي فهمه، لذلك لا أعلم كيف
لي أن أشرحها لكنني أود القول احفظوا أقل وافهموا أكثر. ولأستطيع أن أفهم أكثر فإنني بعد قراءتي للمحتوى كامل بصوت مسموع أتوقف لأسأل نفسي، ماذا قرأت؟ وهذا هو المفتاح. بسيطة أليس كذلك؟ عندما أجيب نفسي ماذا قرأت فإنني أعيد ما قرأته بطريقتي أنا، وعندما يكون النص بطريقتي أنا فمن المستحيل أن أنساه.
لحفظ الجداول والتعداد فأنني أمشي، أضع دفتري أمامي وأمشي جيئة وذهابًا إليه. أحرص على النوم قبل الذهاب للاختبار لأن النوم يثبّت المعلومة، وهذه أيضًا دراسة وليست قدعنة مني، أحرص منذ المتوسطة على النوم على الأقل ٣ ساعات قبل الاختبار وإلا أذهب بتاتًا بدون نوم.
وهذه هي طريقتي، لا تختلف أبدًا باختلاف المواد وإنما الذي يختلف عدد مرات ذهابي لدورة المياه لكثرة شربي للماء، فأنا أمشي وأتحدث وأكتب، مرهقة لكنها فعالة. أشيد مجددًا بأهمية عدم الأكل وأهمية القراءة لكل المحتوى. وبالتوفيق للجميع💞.