نظرًا لآخر مرة كتبت فيها إحدى يومياتي، تستنجد مدونتي لبعض التحديث، وها أنا ذا أُلبي طلباتها.
أخطط لمشاهدة فيلم كان سببًا للمئات من حفلات المبيت كما يقال، لكنني سأشاهده وحيدة، ولست حزينة لذلك، فلقد تخطيت ألم المشاهدة الوحيدة منذ زمن. أجلس أخيرًا أمام لابتوبي، أفتح المتصفح، وفجأة، أو كالعادة، فقد اعتدت أيضًا على هذه المفاجآت، تطرق هذه الأحرف باب الخروج، وإن لم أسمح لها بالخروج، فستضل تطرق إلى حين انتهاء الفيلم، ونتيجة لذلك فلن أكون قد استمتعت بالفيلم ولا بالكتابة. أرفع الراية البيضاء وأنصاع لها. أشاهد علامة التشغيل، بينما أنتظر بصبر انتهاء الحروف من اللعب على صفحة ملاحظاتي البيضاء.
أقضي هذه الأيام الراكضة بكل طمأنينة، وكأن قلبي يسكن السحاب. لا يوجد كتاب يلاحقني، ولا واجبات ولا رواية دسمة تؤرقني، وإنما روتين هادئ صاف. ويتخلل هذا الروتين حماسة كفتيلة قنابل العيد، تشتعل بسرعة وتختفي، ولكن الفرق هنا بأنني أوقفها قبل أن تنفجر. هل قلت في تدوينة سابقة بأنني أحب نهايات السنة الهجرية؟ أعتقد ذلك، أنتظر بترقب وصول ملصقات جديدة لأبدأ بعدها بالتخطيط للسنة القادمة، سأجعل من منظمي سهل المعشر، وبسيط الطلة، وذلك باستخدام ملصقات بدلًا من الرسم الذي يأخذ ليالٍ طوال، وبالًا أطول. وأضيف أيضًا بأنني متحمسة أكثر لاستخدام دفتري الوردي الجديد، والأغلب بأن حماستي كلها تتعلق بالدفتر بالأصل…
لم أعد تنظيم نومي بعد، ولا أعلم متى يتوجب علي ذلك، لكنني لم أعد أقلق بشأنه كما السابق، فقد كانت قدرتي المنخفضة على تعديله تزيدني أرقًا، فأنا أمتلك رأسًا خفيفًا يستيقظ من ريشة، ويمتلك رأسي عنادًا يريد به الانتصار علي والسهر لأطول مدة ممكنة. أنا ورأسي في حلبة مصارعة دائمة، والحَكَم قلبي الذي ينتهي به الأمر مطروحًا على أرض الحلبة.
لا يزال شيء واحد لا ينفك عن الهجوم علي، ولا يكف والدي عن تذكيري به، وهو نسخته الخاصة من كتابي، وأنا عالقة عند كتابة الإهداء… لم استطع حتى هذه اللحظة أن أصل إلى إهداء مناسب، أريد بأن أحرك قلبه وبعد أن أحركه افاجئه بجملة تجعله ينصاع لأي طلب أطلبه بعدها منه، ولكن ما كل ما يريده المرء يدركه، لذلك لا أظن بأنني سأصل للاهداء المناسب، وسأكتب إلى بندر الجريسي فقط ههه، كما تعلمون يجب أن استغل أي فرصة تقودني إلى تحسين الوضع ولو قليلًا، حتى ولو كان تذللًا على الصفحة الأولى من كتابي الذي سيأخذه والدي للأبد.
مع حديثي المطول عن كتابي إلى أنني لم أستوعبه بعد، حتى هذه اللحظة، ما زلت أشعر بأنني لم أنشره بعد، ولا أعلم إلى متى سيظل هذا الشعور. قامت إحدى زميلاتي بمواساتي قائلة:”لأنه شعور جديد عليك أنتِ مو عارفة كيف تعبرين عنه، أو مو قادرة تستوعبين، بس خوذي وقتك فيه.” بينما أعتقد أنا نظرًا لكثرة خيالاتي المفرطة للحظة نشر كتابي منذ المرحلة المتوسطة، فأنا قد شعرت بشعور النشر منذ مدة طويلة سابقًا سلبت اللحظة الحقيقية نكهتها، لكن مع ذلك ما زلت أنتظر بشغف استيعابي لها.
اتقنت صنع فطيرة التفاح أخيرًا! وأعرف مفاتيحها الرئيسية لجعلها ألذ، أحتاج صنعها لبضع مرات أخرى وعندها سأجيد صنعها تمامًا. يتبقى الآن الكوكيز والكيكة الاسفنجية على قائمة أمنياتي المطبخية، إن استطعت صنعهما بدون أي حاجة لمكونات جاهزة صناعية، فأنا حقًا لا أريد أي شيء آخر من هذه الدنيا.
لدي عادة سيئة بعدم قراءة أي شيء اكتبه بعد نشره، فأنا اكتب اي نص، دفعة واحدة، واقرأه بعدها مرتين، وعندها بعد ارساله إلى الدكتورة أو بعد نشره على أي منصه، فأنا لا أعود لقراءته أبدًا. لذلك قد يجد البعض أخطاءً إملائية بالصدفة بين كتاباتي، أو بعد قراءة واجباتي أو عند رؤية عروضي التقديمية، ويرجع هذا لعدم تنقيحي له، ولا أعلم لماذا في الحقيقة. وقد اشتركت مؤخرًا بمسابقة تلخيص لأحد الكتب، ويشترط كتابة ما لا يقل عن ٥٠٠ حرف، على ما أظن، وقد كتبت أعلى من ذلك الرقم بقليل دون الرجوع إلى قراءته مجددًا. وتنتابني رغبة شديدة في الفوز، وأتمنى ذلك حقًا، وأتمنى من الجميع أن يتمنى لي الحظ وأن يكثروا لي من الدعوات، ومع هذا فأنا لا أتذكر حتى ما كتبت خخخ..
بعد مدة طويلة من التفكير بالوحدة، أو إحساس الوحدة الذي أشعر به بين فترات زمنية متباعدة، أو في فترة زمنية معينة، اكتشفت أخيرًا ماهية هذا الشعور، وأريد الكتابة عنه بشدة، إلا أنني أريد مزيدًا من الوقت في تمحيص هذا الشعور، وأريد بعضًا من الاقتباسات من أحد كتبي المفضلة، إلا أنني أعرته إحدى قريباتي ولم أره منذ مدة، ولم أرها هي بكبرها، لذلك لا أعلم إن كان يجب علي أن أرجئ مقالة مشاعر الوحدة إلى إحدى مهمات السنة الجديدة أو ستقومون بتفهمي ومسامحتي والكتابة بدونهم؟ سأجد حلًا وسطيًا بالتأكيد، وحتى ذلك الحين، كانت معكم، سارة ذات الواحد وعشرين عامًا، التي ستبلغ الثانية والعشرين قريبًا. -بالتاريخ الهجري-