أشعر بأنني أزن جرامين فقط من فرط سعادتي، صحة إحدى العزيزات على قلبي في تحسن مستمر، وقد كانت في انتكاسة في الفترة الماضية، فقد كانت كل ضحكاتي وابتساماتي لا تخرج من قلبي، وإنما كانت عبارة عن اهتزازات للحبال الصويتة ليس إلا. تعلّق قلبي بها، وأصبحت شغلي الشاغل، فلا أنام حتى اطمئن عليها، ولا أنهض من فراشي حتى أسأل عن حالها، وازدادت تعاستي أثناء دخولها العناية المركزة، فلم استطع النوم حتى خرجت منها. وأما في الأمس، فقد رأيتها بتحسن ملحوظ، واستطعت إضحاكها، وراقبتها وهي تأكل وتجلس كما الأيام الخوالي، وأسأل الله أن يتم عليها صحتها وعافيتها، وأن تعود لنا كما كانت في السابق بل وأفضل من ذلك، وأسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضاكم، وأن يقر أعينكم كما قرت عيني.
لم أتخيل بحياتي قط أن أشعر بألم كهذا الألم، ولم أتخيل بأن تعتمد حالتي المزاجية وصحتي النفسية على صحة وحالة شخص آخر. فعلًا لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده، وقد فقدت اطمئناني على صحة اعزائي، ولازمني الاضطراب والقلق كظلي، ولم أتحرر منهما إلا بالأمس، فنمت بدون منبه للمرة الأولى منذ مدة، ومنحت نفسي الإذن بالاستلقاء على الفراش لمدة ساعة قبل النهوض، وأكتب هذه الأسطر ببهجة وأمل على عكس ما شعرت به أثناء كتابتي للتدوينات السابقة.
وأما عن أسباب سعادتي الأخرى، فلدي قائمة كتب جديدة لم تقرأ بعد، ويشوبني قليل من الحزن لهذا الخبر، فلا أعلم إن كان خبر عدم قرائتي لها شيء جيد أم سيء. فلا أعلم ماذا أقرأ وماذا أترك، وما إذا يجب علي شراء المزيد أو الاكتفاء بهذه، وما إذا سأقرأها كلها أولًا أم لا. لكنني فعلًا، فعلًا، فعلًا، سأشتري مجموعة من الكتب المهمة في الأيام القليلة القادمة ولن أشتري بعدها أية كتب، وأنا صادقة هذه المرة، سأعود لسارة التي تقرأ كل الكتب لديها ثم تشتري المزيد.
وتنتهي التدوينة هنا على عكس ما اعتدت أنا نفسي على كتابته من الأسطر الكثيرة، وسأتوسع بموضوع السعادة مستقبلًا بإذن الله إن سنحت الفرصة. وحتى تحين فرصتي الثانية للحديث عن السعادة، إلى اللقاء يا أصدقاء.