اليوم هو اليوم الأول لي بعد أن قمت بالعودة إلى روتيني قبل رمضان، وما أجملها من عودة، استيقظت في الخامسة صباحًا بعد نومي في العاشرة مساءً. قمت بعمل كل مهامي المؤجلة، وعدت إلى سماع البودكاست، وعدت إلى إعداد فطور متعوب عليه، وأشعر بأنني ولدت من جديد، وخصوصًا بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت في الأسبوع الماضي، كنت بالإضافة إلى نظام نومي المنقلب رأسًا على عقب، أفكر كثيرًا وأعمل أكثر، أرهقت جسديًا ونفسيًا، وأما الآن فالعودة إلى الأصل، إلى الموازنة، إلى النظام.
أقتبس من الحرب والسلم هذا الاقتباس:”يا له من عزاء إذا عرف المرء أين يجد العون في هذه الحياة”. في منتصف معاناتي التي اخترت أن أحبسها في نفسي وألا أشاركها مع أي أحد إلى أن تمر، اكتشفنني بعض الصديقات، ووقفن معي وقفة لن أنساها ما حييت، دعمنني معنويًا وماديًا، بالرغم من انقطاعنا الطويل عن رؤية بعضنا البعض لبعض الظروف. ومن هذا الموقف أعيد تكرار فكرة لطالما رددتها، بأن العلاقات كالشركات، تنمو وتتطور وتحتاج إلى العمل لتزدهر وتنجح، ولا يوجد شيء يسمى “علاقتنا قوية ما تتأثر” العلاقات دائمًا تتأثر بالبعد وقلة السؤال، من وجهة نظري بالطبع.
انتهيت من الجزء الأول من الحرب والسلم، وهو الشيء الذي لن أسكت عنه أبدًا، ستكون الرواية على لساني كأكبر انجاز قرائي لي في هذه السنة، وسأتحدث عنها مع كل عطسة أعطسها، ولا أطيق صبرًا لإكمالها، أما الآن وكما درجت عليه عادتي، فإنني أفصل بين سلاسل الكتب بكتب قصيرة كفترة راحة بين الصفحات الطويلة الدسمة، وأقرأ حاليًا كتابين لعمر طاهر لأول مرة، وعند انتهائي سأقرأ الجزء الثاني من الحرب والسلم إن شاء الله. انطباعي عن الحرب والسلم في البداية كان “الله يعين” وذلك ظنًا مني بأنها عميقة وعصية على الفهم، بشخصيات جديدة في كل صفحة تعوقني عن الاندماج في الرواية، وكان توقعي صحيحًا بالنسبة إلى الشخصيات إلا أنها بسيطة التعقيد، لم أواجه مشكلة إلا بحفظ أسماء الشخصيات وعلاقتهم ببعضهم البعض، ولكن ما إن وصلت إلى منتصفها اعتدت على أسلوب الكاتب وبدأت أتعاطف مع الشخصيات، خصوصًا بيير، ولا أعلم في الحقيقة لما أتعاطف معه وهو النقيض لما أفضله من صفات، لربما جذبني اختلافنا عن بعضنا البعض، وربما انجذابي لا يحدو عن كونه شفقة وعطف أكثر من إعجاب.
وأما بالنسبة للحبر الذي تحدثت عنه بالتدوينة السابقة، فلم أقم بغسل مفرشي بعد، ولم يقم التطبيق الذي طلبت منه بتعويضي إلا بالأمس، بعد مضي أسبوع كامل، وأخيرًا سأنهي التدوينة هنا، وأقول كختام لا تنسوا الاطمئنان على أحبابكم، واسألوا الله العافية في كل صلاة.
حتى الأسبوع القادم بقصة أو مقالة، إلى اللقاء يا أصدقاء