على رف أبيض خشبي طويل، تقع كومة من الكتب، مصفوفة بصورة عشوائية مستعجلة، ككومة من الملابس تنتظر أن يتم طيها. وضعتُ على هذا الرف عشرة كتب، وهي: ١- ترهل ٢٨ عامًا في متناقض، وهي رواية حائزة على المركز الخامس في مسابقة جرير للسرد القصصي في عام ٢٠٢٢. حصلت على هذا الكتاب كهدية، وأثار عنوانه فضولي. ٢- الذاكرة الشعبية ٣- حكاية فكاهية أليمة ٤- ديوان محمد الثبيتي ٥- الصرخة ٦- أنا قادم أيها الضوء ٧- الغريب ٨- جدارية لمحمود درويش ٩- أدوات الكتابة ١٠- الأكسير ( نعم، هو الكتاب الذي قررت قراءته في رمضان )
تجمعت هذه الكتب بناء على رغبة لحظية، وتفكير لم يدم سوى لثانيتين. وقفت أمام مجموعة أكبر من هذه، وقلت في نفسي:”ايش هي الكتب اللي أقدر أقراها بشهر ونص من هذي الكتب كلها؟” ووقع الاختيار على هذه الكتب العشرة المحظوظة، أما باقي كتبي فهي في صناديق أرامكس ونمشي وستايلي، حبستها فوق بعضها البعض في صناديق طلبيات سابقة استعدادًا للانتقال.
( ترهل ٢٨ عامًا في متناقض )
أبدأ الحديث عن هذا الكتاب أولًا؛ لأنه الكتاب الأول الذي كنت أخطط لقراءته في البداية. لكنني بدلًا من قراءته، شرعت بقراءة شقة الحرية. وبهذا الفعل الشنيع، أتأخر بخطتي القرائية. السبب الخفي الذي جعلني أضع هذا الكتاب من ضمن قائمة القراءة المستعجلة؛ أن الفضول بدأ بخنقي، أود أن أعرف لما اختيرت هذه القصة للفوز بالمسابقة. للأسف، لم أشارك في المسابقة، كنت غارقة في متطلبات ومهام الجامعة حينها، إلا أنني أريد تحليلها ومحاولة معرفة سبب فوزها، وبالتأكيد لن أنسى أن أتخيل نفسي من ضمن لجنة التحكيم، وسأحاول أن أنقدها نقدًا بناءً ينفعني أنا قبل أن ينفعها هي. يبدو من الأسطر السابقة أنني “مشخصنتها” مع المتسابقة، إلا أنني أضع قبعة التحكيم مع كل كتاب فائز، وبما أن الكتاب مشى بقدميه إلي، فليتحمل ما ينتظره.
( الذاكرة الشعبية )
لن تكون هذه القراءة الأولى للكتاب، وإنما القراءة الثانية. قرأته مسبقًا في جلسة واحدة بشكل مستعجل، وأود قراءته بتأني للمرة الثانية. أريد أن أكتب ملاحظاتي عن الكتاب، أن أضع خطًا تحت السطور، وأن أقرأ لوالدي بعض الفقرات التي أعلم يقينًا أنها ستثير انتباهه. الكتاب يتحدث عن مظاهر الحياة السعودية، الكلمات والأسماء والأفعال. كيف اكتسبت بعض الحاجيات معانيها ومركزها في المجتمع. كتاب بسيط، وبقراءة سريعة له أقول أنه لم يتعمق كثيرًا في المجتمع السعودي، لكنه ممتع بشكل عام.
( حكاية فكاهية أليمة )
لن تكون هذه القراءة الأولى للكتاب أيضًا، لا أعلم إن كانت المرة الأولى تحتسب أصلًا؛ استمعت إلى الكتاب خلال أول سنة جامعية لي، تحولت بعض فقرات الكتاب إلى خلفية صوتية أثناء استعدادي صباحًا للجامعة، فلا أتذكر القصة كاملة، وأفتقد بعض القطع لأكمل الأحجية.
( ديوان محمد الثبيتي )
يسكن هذا الكتاب مكتبي منذ أكثر من سنة، قرأت نصفه ويتبقى لي النصف. قلت لنفسي:”هذا من الكتب اللي ما يحتاج أقرأها بجلسة وحدة، كل ما فضيت بقرا شوي.” وهذه جملة لم أسلم منها مع أي كتاب، ففي كل مرة أقولها، أنسى وجود الكتاب تمامًا على المكتب، وبدلًا من أن أقرأه في وقت فراغي، أجدني أسارع لليوتيوب. قصائده بديعة ومذهلة، أحمل كتابي بيد، وأفتح المتصفح في يد أخرى، أبحث عن معاني الكلمات والقصة خلفها. أتعلم مع كل قصيدة أقرأها، وأعطش للبحث عن المزيد.
( الصرخة )
وهو الجزء الثاني لكتاب ( أثقل من رضوى ) وللتو وبكتابتي لهذه الكلمات استوعبت أنني خلطت بين الاثنين، حزمت الجزء الأول مع باقي الكتب، وتركت الجزء الثاني. لم أقرأ الجزء الأول، لذلك لا أظن بأنه سيسعني أن أقرأ هذا الكتاب قبل الآخر. وهما كتابان سيرة ذاتية للكتابة رضوى عاشور، قرأت مقتطفات عديدة لهما في مواقع التواصل الاجتماعي، وجُذبت بشدة لقراءتهما.
( أنا قادم أيها الضوء )
كتاب غني عن التعريف، كتاب مليء بالمشاعر والضوء، يحكي فيه محمد أبو الغيط عن حياته، مرضه، والعديد من المواضيع الأخرى التي ترتبط ببعضها البعض بخيط التجارب والأمل والحياة. أردت قراءته منذ فترة طويلة، إلا أنني أخشى أن أغرق في الحزن، ولا أعلم الوقت المناسب لاستيعابه، إلا أنني أؤمن بأن الكتاب ينادي صاحبه في الوقت المناسب. ولو كان ذلك بالنسبة إلي فقط.
( الغريب )
رواية تتقاطع معي في الكثير من الأوقات، أسمع بودكاست فيتحدثون عنها، أقرأ كتاب لأجده يقتبس منها، أشاهد فيلمًا لأجده يحاول أن يبني عالمًا كعالمها. وقررت بعد هذه التقاطعات الكثيرة أن أقرأها. وأتمنى أن تكون كما أسمع وأقرأ عنها.
( جدارية )
أشتاق للشعر بين الفينة والأخرى، واشتريت هذا الكتاب لحالات الشوق تلك، إلا أنني لم أقرأه بعد. إلا أنني أود أن أبدأ به بعد شقة الحرية مباشرة، لأستطيع أن أحفظ بعضًا منه وسألقيه على مسامع أختي التي هددتني بحرقه إن فعلت ذلك.
( أدوات الكتابة )
وهو من الكتب المهجورة التي قرأت نصفها، قررت أن أبدأه مجددًا، لأنعش ذاكرتي ببعض الاستراتيجيات الكتابية التي قرأتها مسبقًا، وسأحاول تطبيقها هنا في المدونة.
( الأكسير )
هذا الكتاب الذي لم أقرأ نصفه، وإنما قرأت عشر ورقات منه. أردت أن أقرأه في رمضان، إلا أنني في رمضان هذه السنة انشغلت تمامًا، فلم استطع قراءته أبدًا. ولذلك ولأرضي ضميري أريد أن أقرأه قبل نهاية السنة الهجرية.
وحتى أنتهي من كتب قبل الانتقال وانتصر في السباق، إلى اللقاء يا أصدقاء.