تدوينة يوم الميلاد المكتوبة قبل يوم الميلاد، بسبب الاختبارات النهائية أضطر إلى كتابة التدوينة قبل يوم ميلادي، ولا أعلم لما في الحقيقة أكتبها في هذه اللحظة خصيصًا، فلقد انتهيت للتو من تناول شاورما عربي حارة تجرعتها بصعوبة لحرارتها، وأشعر بالتخمة، إلا أنني أردت الكتابة بشدة، لعله الشوق، أو التخمة.
تبقى على يوم ميلادي أربعة أيام، ٣١ مايو، لكنه في هذه السنة لم يكن شهرًا عاديًا أبدًا، تفاجأت بأن كتابي أكمل سنة، ومدونتي أكملت سنة، وأيضًا تعلمي للغة الكورية أكمل سنة، وأنا ازداد شريط عمري سنة. شهر البدايات، وشهر الانجازات. لم أخطط لجمع كل شيء في شهر مايو ولكن بشكل ما كل شيء تيسر له الحدوث بشهر مايو، وهذا ما حببني في الشهر أكثر.
للاحتفال بكل تلك الخطوات التي خطوتها قمت بشراء كعكة صغيرة، احتفلت مع نفسي، تقاسمتها مع اخوتي الذين لم يعلموا لماذا اشتريتها في الأساس، ووالدتي التي تؤنبني على شراءها بحجة :”ورا ما صبرتي وشريتي وحدة كبيرة لنا كلنا وبس” وهكذا تم احتفالي، بملعقتين من الكعك، ونوم بدون الاستيقاظ بمنبه كمكافئة.
في السنة الماضية عندما قمت بإرسال كتابي للدار تمالكتني العديد من المخاوف، أولها والتي استحي في الحقيقة لكتابتها لكنني أعترف بأنني كنت بخوف فعلي بسببها، وهي احتمالية بكاء والدي إثر مفاجئتي له بالكتاب، لا أعلم لما فكرّت ببكاءه وأنا التي لم ترى دمعته في حياتها قط-ويا جعلي ما أشوفها من شر- لم أعرف كيف سأتصرف، هل أحتضنه وأقول:”عادي صِح يبه مو كل البنات يفاجئون آباءهم بكتاب؟” أم أقول:”تصيح عشان كتاب؟” لكنه لم يبكي، ولم يبدي أية رد فعل هههههه، دعى لي بالتوفيق، ودفع مبلغ النشر، وأعتقد بأن لفتته هذه بديلة لبكاءه، وأعتقد أنا بأنني يجب أن أتوقف عن مشاهدة الدرامات الكورية.
أما عن مدونتي فلم أظن أبدًا بأنني سأصل إلى أربعة آلاف ونصف زيارة، لم أتوقع أصلًا أن استمر بالنشر، لكنني أظن بأن أهدافي الشهرية هي السبب بعد توفيق الله في استمراريتي، فأنا مهووسة تحقيق أهداف، فإن وضعت هدفًا فإنني سأفعل المستحيل لأجله، وقد قمت بأخذ عهد على نفسي بأن أقل عدد تدوينات في الشهر سيكون تدوينتين، ولقد نجحت ولله الحمد في تحقيقه، فقد نشرت بشكل شهري في مدونتي على مدار سنة كاملة، وسأستمر بحول الله وقوته.
ولهدف تعلم اللغة الكورية فقد جاء بشكل مفاجئ لأكون صادقة، فقد كان هدفي الأساسي تعلّم الصينية-لنظرية احتفظ بطرحها لتدوينة قادمة- لكنني أجلّت ذلك إلى سارة المستقبلية لتحّل مشكلة انعدام المصادر التعليمية، واتجهت بعد الصينية للفرنسية، لكنني أيضًا واجهت شحًا بالمواد التعليمية، لذلك لم تتبقى لدي إلا الكورية، نظرًا لاعتيادي عليها ومعرفتي السابقة بها. وها أنا ذا بعد سنة، أعرّف عن نفسي بالكورية، أستطيع قراءة التعليقات الكورية في اليوتيوب، وأستطيع الرد بنعم إذا ما سأل مغنيي المفضل في أحد البثوث عما إذا تناولت غدائي أم لا.
أخيرًا، أنا اثنين وعشرينية، أحلم بكتابي الثاني وجائزة البوكر، أحلم بألوف الزيارات للمدونة، وأحلم بخوض محادثة كاملة بالكورية بيني وبين الأوبا-كلمة كورية تقال للذكر الأكبر سنًا، وغالبًا ما يقصد بها الفنان المحبوب- ولا أمانع بزيارة لكوريا لأمارسها بشكل مباشر أيضًا.
اثنين وعشرينية بآلام ظهر، وركبة، وأسنان. اثنين وعشرينية وأعاني بفهم الحياة، اثنين وعشرينية وما زلت أحاول.
كنت بصدد إخباركم أهدافي لسنتي القادمة، لكنني سأحافظ على عنصر المفاجئة. سيكون يوم ميلادي في يوم اختباري قبل الأخير، اختبار مادة الترجمة. أتمنى أن أبلي حسنًا.
وإلى تدوينة أخرى، إلى اللقاء يا أصدقاء.
*حاشية من سارة المستقبلية
أديت آداءً ممتازًا في الاختبار الحمدلله، وأما عن خطة قضاء يوم الميلاد، فهي مذاكرة اختبار آخر مادة لخوض الاختبار في الغد.