أحاول استراق دقائق قصيرة خلال يومي للكتابة، أكتب كثيرًا ولا أنهي ما بدأت، أفكار متبعثرة وأخرى ضائعة، أنهض معها وأنام، بعضها مدهون بالزبدة، وبعضها مقلي، لكن الأهم من هذا أنني لازلت أكتب.
ابتدأ آخر فصل دراسي لي في الجامعة، وكأنني بدأت في الأمس، لازلت أتذكر أول فطور جامعي، وبلوزتي الرمادية المطرزة باللؤلؤ-انتقل أسلوبي وذوقي في الملابس إلى نقلة نوعية بعد الفصل الأول وذلك ارتباطًا بالمكافأة- أتذكر حيرتي فيما سأنادي الدكتورة به بالإنجليزية، وأتذكر شغف البدايات، والآي بلسات والصداقات، والآن لم يتبقى سوى شغف النوم ومطاردته وحساب ساعاته.
بالرغم من قولي بأن مرحلتي الجامعية مرت بسرعة، إلا أنني شعرت بها بالكامل، مررت بالعديد من التحولات، على المستويين الشخصي والاجتماعي. ولا أنسى تجربة الانتقال من مبنى الجامعة القديم الذي تفصلني عنه خمسة دقائق إلى آخر تفصلني عنه عشرة، وانتقالنا للتعليم الالكتروني، وتجربة التخلي عن الطباعة والاعتماد على الآيباد، والتي لا أزال أحاول التعوّد عليها، وأخيرًا نظام الثلاثة فصول، وبذلك أعتقد بأنني مررت بكل شيء يخطر بالبال خلال مرحلتي الجامعية، حتى أنني درست فصل تحضيري، وجرّبت إصدار بطاقة جامعية جديدة بسبب ضياع الأصلية، والتي وجدتها دكتورتي بعد إصداري للجديدة بأسبوع، ولذلك فلدي بطاقتان الآن، وجربت الدراسة خلال فترة التباعد والكمامات وجربتها بدونها.
لا أعلم إن كان ما أشعر به يسمى حزنًا على كونه آخر فصل دراسي، أو ترقبًا لإنهاء آخر فصل دراسي، أشعر بخليط من المشاعر أقواها وأكثرها حضورًا هو أنني عازمة على إنهاءه بدون أية ندم. وهذا ما أنا بصدد فعله بإذن الله، ضحكات أكثر، ذكريات أكثر ودرجات أكثر.
وحتى تدوينة أخرى أطول، وأخف دمًا، إلى اللقاء يا أصدقاء.