انضممت مؤخرًا لتحدي يوقا لمدة ثلاثين يومًا. أقوم بهذا التحدي تقريبًا في كل سنة خلال الإجازة الصيفية، ولكن المختلف في هذه المرة هو انضمامي لكل العالم. بحيث تقوم المدربة بتحميل التمرين يوميًا في اليويتوب، ليتشارك الجميع القيام به في نفس الوقت، وكان الموجودون في اليوم الأول مليون ونصف، والقيام بهذا النشاط مع ما يزيد على مليون شخص لهي تجربة جديدة بالنسبة إلي، وممتعة بنفس الوقت.
تقوم المدربة بنهاية كل تمرين بطرح سؤال يدعو للتأمل، ومن الأسئلة التي طرحتها حتى هذه اللحظة:
- “عندما تستيقظ في كل صباح، ما الذي تقرض أذنك له؟” بمعنى ما الذي تسمعه فور استيقاظك؟
- “أين أريد إحداث تحول ذو مغزى في حياتي؟”
- “ما هو الاتجاه الذي تسير به الآن؟”
القيام بهذا التحدي الكتابي كان بابًا لمرات أولى كثيرة، منها كتابتي لهذا العدد الهائل من القصص في مدة قصيرة، الاستيقاظ اليومي صباحًا للكتابة، إنشاء المدونة على ورد بريس، شرب القهوة صباحًا، وهذه هي المرة الأولى والأخيرة التي سأشرب بها القهوة صباحًا، ولم أفعل ذلك إلا لعيش دور الكاتبة المتمرسة، والآن بعد انتهاء دور الكاتبة المتمرسة سأعود لسارة المرتعبة من قهوة الصباح.
أصبحت أكثر حرصًا على أخذ الكندل معي لكل مكان، فأول مرة اتخذت قرار القراءة بدلًا من تصفّح الهاتف في الأماكن العامة كان في بداية هذا الأسبوع، قرأت في غرفة انتظار المستشفى، بالرغم من النظرات الموجهة لي شعرت بأنني استغللت وقتي بشيء مفيد مريح للأعصاب، قرأت أيضًا في الجامعة خلال انتظار والدي في الخارج، وقرأت خلال انتظار نضج الطعام.
ومن ضمن قراراتي اللامنتهية والمتجدددة ومحاولاتي لعيش أيام بجودة أفضل، الصيام السمعي. تزعجني فكرة أنني لست الأساس لهذا القرار، فلم أفكر بها أبدًا، إلا أنني سمعتها وأعجبتني وقمت بالتقليد. أصوم عن أي مادة سمعية خلال يوم الثلاثاء، ويفضّل ألا أسأل عن سبب اختياري ليوم الثلاثاء، لأنه لا يوجد سبب أصلًا. فلا أسمع بودكاست، ولا أغاني، ولا محاضرات ولا أي شيء، فأطهو وأجلس وأرتّب بمشاركة أفكاري فقط. ولأكون صادقة فالفائدة الوحيدة من هذا الصيام هي الهدوء، فأنا شخصية تستطيع التفكير خلال أي وقت من اليوم، أتأمل كثيرًا وأتحدث مع نفسي أيضًا سواء كان بوجود ضوضاء خارجية أو بعدمها، إلا أنني أستفيد من صيامي بالتفكير بدون موسيقى خلفية كالمسلسلات، تفكير أكثر نقاء إن استطعت القول.
*حاشية
لا أصدق بأن هذه آخر تدوينة في التحدي، مر الشهر سريعًا، كتبت صباحًا ومساءً، كتبت خلال كأس العالم وكأس الخليج، كتبت خلال نهاية السنة الميلادية وبدايتها، كتبت بالجامعة وفي المنزل، على المكتب وعلى طاولة الطعام، في الظلام وتحت أشعة الشمس. مع أنني لم أنوي في البداية أن أكتب يوميًا لكي لا أضغط على نفسي، إلا أن شخصيتي التنافسية أصرت على السبّاق مع نفسها، وبذلك كتبت يوميًا وبلا انقطاع. وكما قلت في تويتر أشعر بالإدمان، أدمنت الكتابية اليومية والإحساس بالإنجاز، ولأجل ذلك فقد قررت القيام بتحديات مشابهة للكتابة اليومية لمدة أسبوع مثلًا، وقررت نشر التدوينات بشكل منتظم، ولم أحدد الأيام بعد، لكنني أفكر بالسبت والخميس.
وحتى ذلك الحين، إلى اللقاء يا أصدقاء، وشكرًا لكم على القراءة لمدة شهر كامل.