أكتب هذه الأسطر بعقل فارغ تمامًا، يأتي الاثنين بسرعة شديدة، وكأنني نشرت التدوينة السابقة بالأمس، ولأجل هذه المباغتة التي يباغتني إياها الاثنين في كل أسبوع؛ يغدو عقلي فارغًا في كل مرة. بسبب هذه المفاجآت المتكررة قررت عدم نشر أي شيء اليوم، لا أود بأن أنشر شيئًا عاديًا لمجرد وضع علامة الصح بجانب مهمة النشر، إلا أن شخصية سارة المدمنة للانجازات المتعلقة بالعادات والأنماط؛ قررت أن تنشر بالرغم من فقر الأفكار والصداع، لأقول مستقبلًا بكل ثقة خلال ted talk:”نشرت كل اثنين بدون انقطاع”. وأما عن عنوان التدوينة؛ فهو ما كنت أفكر به الأسبوع الماضي، سأمتدح في الأسطر التالية وجود شيء مترقب في كل أسبوع.
أيام كثيرة أستيقظها وأقول في نفسي:”طيب وش فيه اليوم غير عن أمس؟” أمشي لدورة المياه ككل يوم، أغسل أسناني بذات المعجون، وأجلس على مكتبي الذي جلست عليه في السنوات الماضية كلها، ما الجديد؟ إلا أنني أتفاجئ بإشعار من اليوتيوب بنشر قناتي المفضلة لمقطعها الأسبوعي، وهذا ما يدعوني سريعًا لعمل جدول مغاير للأمس، أعد وجبة مناسبة لمشاهدة المقطع، وأجهز الجو بأكمله لذلك، أقوم بتأجيل وتسريع وإعادة جدولة كاملة ليومي لأشاهد ذلك المقطع ذي الدقائق المعدودة، وينتهي المقطع بشعوري بانفجار هائل من الدوبامين، ويوم مغاير للأمس.
لسنا عائلة عادية تخرج كل خميس، نعشق التفرد والخروج عن المألوف، لذلك لا نخرج إلا لمامًا في أيام الخميس، ومما يدعوني أحيانًا لنسيان أننا أصلًا في نهاية الأسبوع، لذلك أستيقظ يوم الجمعة بغير دراية به، إلا أنني أتفاجئ بالآذان والإقامة للصلاة، مما يشعلني حماسة لروتين يوم الجمعة وزيارة عمتي، فأنتظر الجمعة على أحر من الجمر لعيش يوم مغايرعن بقية أيام الأسبوع.
وبالتأكيد لن أنسى يوم نزول الرواتب، تمر الأيام والتواريخ بدون انتابه مني، إلى حين وصولها إلى العشرين من الشهر، أحسب التواريخ بعجلة انتظارًا للراتب، مع أنني في الغالب لا أشتري شيئًا فور نزوله إلا أنني أعشق الرسالة الإيداع وفكرة المال الموجود في حسابي، وبأنني اليوم أستطيع شراء أي شيء خلافًا للأمس.
تختلف محطات الانتظار، وتختلف معانيها للجميع، إلا أنني أؤمن بثمرتها، إحساس الوصول وقنبلة الدوبامين لا تقدر بثمن خلال أيامنا المتشابهة. يغضب العديد من مشتركين قناتي المفضلة من النشر الأسبوعي، بحجة شوقهم للمحتوى، إلا أنني وبعد تجربة الوقوع في فخ التعلق بالمشاهدة اليومية طفحت بالمحتوى الغير منقطع، إلى درجة كرهي له، وأجد الترقب والانتظار الأسبوعي لا مثيل له، يوم مختلف واحد بين سبعة أيام كفيل بإعادة الشحن ورسم الابتسامات.
أمتدح لكم هنا انتظارًا يؤنسكم، انتظارًا يكتب عنه في دفتر اليوميات بصفحة خاصة، انتظارًا يهذبكم ويقوّم سلوكياتكم، انتظارًا يعطيكم الأمل ويغطيكم بالمسرة، سواء كان عملًا تقومون به، أو شيئًا تشاهدونه، أو شخصًا تحدثونه أو ثمرة جهد تحصدونها. قد تكون التدوينات الأسبوعية مثالًا رائعًا لذلك، وأشيد بتدوينات كاتبة تدعى سارة الجريسي، تكتب بلا انقطاع كل اثنين، بمواضيع مختلفة وقصص قصيرة أغلبها حزينة إلا أنها تقول ألا يد لها بذلك؛ فهي تكتبها كما خطرت لها أول مرة بدون تعديلات، وقد سرّبت لي بأنها ستكتب مراجعة عن سلسلة عن الحرب والسلم في الاثنين القادم ان شاء الله، فترقبوا تدوينتها تلك، واشتركوا في تدويناتها لتأتيكم على الإيميل فور نشرها؛ لتشعروا بإحساسي عند نزول المقطع بعد نسياني له.
وحتى انتهاء سارة من الحرب والسلم، إلى اللقاء يا أصدقاء.