“اه الحمدلله عندي خمس دقايق أنامها زيادة على المفرش الجديد”
“نسم علينا الهوى من مفرق الوادي
يا هوى دخل الهوى خذني على بلادي”
“الحبة على خشمي اختفت أخيرًا”
“مشتهية آكل بيض على الفطور لكن ما فيه للأسف”
“الله يعافيك ماما اشوفك بعد الدوام، اللهم آمين وياك يارب”
“صح ان حبوب وجهي ما اختفت، لكن اهم شيء الحبة الي على خشمي راحت”
“وش تقصدين بكونها راحت او ما راحت الحبوب تشوه الوجه يعني وجهي الآن مشوه؟ هل تشوفينه مشوه الحين؟”
“اوكي العرض الي قدمته حلو لكن ينقصه إبداع، بحاول آخذ الملاحظات الي عطيتني هذي وأحسنه وأقدمه الاسبوع الجاي”
“وتسأليني وش عندي بالليل؟ عندي هالأوراق هذي كلها أخلصها لحضرة المديرة الي ما تبغى تشتغل وترمي شغلها علي، وأنا روبوت مو بشر اشتغل ليل نهار”
“تبين نفطر مع بعض؟ اوكي ما عندي مشكلة”
“شكرًا، فستاني الأخضر هذا شاريته من زمان، وتقولين كأني عارضة أزياء بس أحس قوية شوي، حتى أنتِ والله لبسك اليوم معجبني مرة”
“طعم فطيرة السبانخ لذذييذذذ، مع إني ما آكلها إلا قليل لكن هالمرة أعجبتني، وتستاهل أعطيها فرصة ثانية”
“ماما، من وين شريتي المفرش؟ ملمسه حلو ومريح، باخذ غفوة وأقوم أتغدى ان شاء الله”
“We find love, we get up
Then we fall down, we give up”
“الحلا هذا مع القهوة مرة لذيذ، بس بدون قهوة أحس بيصير حالي مرة ما ينبلع”
“الفيلم يجنن لولا دموعي الي خلصتها على النهاية الكئيبة”
“بسم الله الرحمن الرحيم، باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.”
وهذا كان يومي كاملًا منذ استيقاظي، تقول ماما بأن مشاعرنا ملونة، وتختلف الألوان ودرجاتها من شخص لآخر، وتختلف أيضًا مصادرها، مشاعر تدخل من الفم، الأنف، الأذن، العين، وأخرى تخترق الجلد.
أشاهد نفسي في مرآة والدتي العتيقة، ذات الإطار الأحمر الخشبي، أمد لساني خارجًا وأراه يميل للأصفر، وأعتقد بأن هذا سببه حلا القهوة والسبانخ، ولحسن الحظ لم يزرّق لاختفاء البيض من على سفرة الفطور. أما البنفسجي في عنقي سببه ريقي الذي ازدرقته بتخيل الفطائر اللذيذة التي سأتذوقها مستقبلًا. أنفي بالأصفر أيضًا لاختفاء حبتي، يتبعهم كتفي السعيد بنعومة المفرش الجديد. أستطيع بوضوح رؤية الأزرق الحزين الذي سيطر على أذني، تعليقات زميلات العمل والمديرة التي قامت بدورها بشكل ممتاز بصبغ أذني بالأزرق، بالرغم من محاولاتي بتلوينها بالأصفر بسماع أغنيتي المفضلة، وتذكير نفسي بمديح صديقتي، إلا أن محاولاتي كانت في مهب الريح. عيني اليسرى الي ضحيت بها ولم أغطها في المشهد الحزين أثناء مشاهدة الفيلم، أزرّقت بالكامل، يؤنبني ضميري بإغراق عين واحدة بكل هذا الحزن.
أستعد للنوم باطمئنان على جانبي الأيمن الوردي، أتمتم بأذكار النوم، أملًا بنوم هانئ، مريح، خالٍ من وجه المديرة أو زميلة العمل الثرثارة.