قميص مناسب في حفل اليوم الوطني الواحد والتسعين

أعتقد بأن حماسي لحفل اليوم الوطني هو السبب في إلغاءه، لم يلغى بشكل كامل، وإنما أصبح عن بعد وفي يوم الخميس بدلًا من الأربعاء. في كل مرة أتحمس لشيء فإنه ينقلب على رأسي، لذلك أحاول كثيرًا بألا أتحمس، أو أظهر حماستي، أو أن أتحدث عن الموضوع خشية إفساده.

بعد تدرّبي ليومين متتالين لإلقاء قصتي أمام الحضور، وحركات الجسد التي قررت فعلها، أرسلت الدكتورة بأنه سيكون عن بعد، ويتوجب علينا الآن تسجيل أصواتنا لتشغليها، ولن يكون إلقاء مباشرًا. قد تكون نقطه في صالحي لكي أستطيع إخراج ما في جعبتي بدون توتر، لكنني أردت إخراجها أمام أجساد حقيقية، تتنفس وتتحرك وأستطيع رؤيتها.

سجلّتها، أرسلتها، وتم تشغليها في الحفل.

تعودت على تخيّل المواقف وتخيّل الشخصيات الخيالية كثيراً منذ المرحلة الابتدائية، ومؤخرًا بدأت بتسجيل تلك التخيلات على ورق، وأخذ مني ذلك وقتًا طويلًا لاعتياده، كلماتي التي كانت لي وحدي، هي الآن ملك للجميع. أن آخذ قصتي وتخيلاتي وأقرأها على مسامع جموع من الناس شعور غريب. دائمًا ما أصف مشاعري بكلمة غريب، ودائمًا تؤخذ بمأخذ سلبي، ولكنني لا أقصد بذلك بأن الموقف غريب فعليًا بشكل غير مستحسن، وإنما غريب علي، شعور أحس به لأول مرة، لا أعلم كيف أضعه بكلمات. قرأت العديد من الكلمات التي كتبتها على مر السنوات في مختلف المحافل والاجتماعات، لكن أن أقرأ قصة، فهذا شيء جديد تمامًا. مذهل في الحقيقة.

لم أفكر قط بأنني سأكون كاتبة قصص قصيرة، ولا لمرة واحدة في حياتي، فكرّت بأنني سأكون كاتبة بلا شك، لكن قصص قصيرة بالذات، فتلك الفكرة لم تخطر ببالي. أردت بأن أكون عالمة، ممرضة، اختصاصية أمراض عظام، أو رائدة فضاء، والآن أنا أجري بمنحنى مختلف بشكل كامل، وعلى غير المتوقع، فأنا سعيدة به.

سألتني إحدى صديقاتي:”إيش إحساسك بعد ما صرتي كاتبة؟” وأخبرتها بأنني سأحتاج وقت للإجابة. وحتى هذه اللحظة، وفي كل مرة أتذكر سؤالها أحاول إيجاد كلمة لوصفه لا أستطيع. أشبه بطفل اشترى قميصًا جديدًا، وصادف بأن ذلك القميص كبير وواسع جدًا لارتداءه، والمشكلة تكمن بأن ذلك القميص غير قابل للترجيع او الاستبدال، لذلك فقد قام بتعليقه في غرفته إلى أن ينمو ويصبح مقاسه. مرّت الثواني، والأيام، والسنون، وهو ينتظر الوقت الذي سيرتدي فيه هذا القميص. جرّبه مرات عديدة، ولكنّه ما زال واسعًا على جسده الضئيل. فجأة، وعلى غير استعداد، أصبح مقاسه، يرى نفسه بالمرآة، ويشعر بأنه أفرط في لبسه مع أنه لم يرتديه قط، وعندما رآه الجميع، أشادوا بذوقه. هذا الطفل هو أنا، وذلك القميص هو الكتابة، مألوفة جدًا بالنسبة إلي، وغير معتادة على الجميع.

لم أنشر رابط الحفل على مواقع التواصل الخاصة بي، فكرّت مليًا بمن سيحضر؟ سأبني توقعات ولن يحضر أحد، وسنتهي بي الحال مخذولة، فأرسلت الرابط فقط إلى بنات عمومتي، ولم أتوقع قط بأن تلك الفتيات الصغيرات اللاتي كنّ يشتكينني إلى والدي لمنعي لهم من اللعب بألعابي، سيكن داعماتي الوحيدات. قامت حصة أيضًا بإخبار صديقاتها، وصديقاتها حضرن وقدم الدعم. والدتي وجدتي أيضًا قمن بسماع مشاركتي، وقالت مامامنيرة:”سجليه خلي عمانك يسمعونه، وخلي الي يسمعون الحين يقولون ما شاء الله”

لو كان هنالك جهاز لقياس مشاعر لفرحة، لكانت درجتي مجاوزة للحد.

أريد مشاركة قائمة امتناني اليومية ليوم الخميس هنا.

ممتنة لـ

١-حصة السكران ٢-منيرة الجريسي ٣-نادية الجريسي ٤-رهام السويكت ٥-في الغزي ٦-دكتوراتي ٧-أمي ٨-مامامنيرة (السبب بذكر أسماؤهم لأنهم عززوا لي)

٩-فرصة المشاركة لنشاطات زي كذا ١٠-النت لأنه عطانا فرص زي كذا

وهذا كان يوم الخميس، مليء بالفزعات، والحب والامتنان، وتجربة جديدة جعلتني أتشوق لتجربة أخرى أريدها منذ أمدٍ طويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top