بعد مئة محاولة من تشغيل قائمة أغاني مخصصة للكتابة معدّة من أبل، استسلمت وقمت بتشغيل قائمة قديمة. تساعدني الموسيقى كثيرًا بالكتابة، وتخرج كلماتي كاللحن الذي أسمعه وقتها.
عودة للكتابة أخيرًا بعد انقطاع أعدّه طويلًا بشكل نسبي، والسبب يعود إلى فترة الاختبارات التي لم تجري كما أملت وخططت وذاكرت، وسفرة الأحساء التي شفطت كل طاقتي ولا أمانع ذلك حقيقة.
الموضوع الأول لهذه التدوينة هو تأنيب ضميري بين الحين والآخر لدرجاتي المنخفضة في الاختبارات الماضية، فقد ذاكرت إلى أن آلمتني ركبتي من كثرة المشي للترديد والحفظ، ولازمني الأرق إلى حين انتهاء الاختبارات، ومع ذلك كله فلم أحصل على ما أملته. لست ممن يبكون أو يندبون أو يغضبون عند انخفاض درجاتهم الدراسية، لكن بدلًا من كل أشكال إظهار المشاعر، يلاحقني تأنيب ضميري بكل ثانية كظلي، أنجح بالهرب لدقائق ويعود لسحبي برمي عقدة حبل على رأسي، تشد وتشد إلى أن أقوم بعمل ما يرضي ضميري، إما بتعهد أو دفعة دوبامين صغيرة من أي دكتورة أو صديقة تدفعني لعمل الافضل. تبقى اختبارين وسأقوم بما أستطيع لأهرب من تأنيب ضميري.
انتشر مقطع في مواقع التواصل عن أب يقوم بمواساة ابنته، وقد قامت مواساته تلك بمواساتي، وخففت من ثقل حملي. يقول لابنته:”الحمدلله ما عليك الا العافية، مو نهاية العالم، نكدر انفسنا على شيء تافه” ومع أنني أعلم ذلك بقرارة نفسي، إلا أنه من المطمئن سماعه من شخص آخر غيري أنا. فعلًا، الاختبارات ليست نهاية العالم، وأنا ما زلت أتعلم، وليست الورقة وحدها تحدد ما تعلمت وما فهمت.
التأنيب الثاني كان عن انقطاعي عن الكتابة، أخذت ايبادي لكل مكان معي في الأحساء والرياض من بعدها، لكنني لم استطع كتابة حرف واحد. لم تكن المشكلة في الموضوع، فالمواضيع لا تنقطع لدي هههه الحمدلله، لكن تكمن المشكلة بالرغبة الكاملة، والخوف من كتابة شيء لا يصل لجودة ما قبله. ظللت لخمسة أيام كاملة أجلس أمام أيبادي، يشاهدني وأشاهده بدوري، بدون أن نتكلم، نراقب بعضنا بصمت. أؤمن بالإجازات عن الكتابة للعودة بأفكار جديدة وأسلوب أفضل، لكنني لم انقطع عن قرار، ولم تنقطع رغبتي بالكتابة، فقد فصلت عنها بالقوة، ومع ذلك فلو عاد الوقت لم أكن سأكتب أيضًا، فقد قضيت الوقت بالعديد من الضحكات، وصنعت العديد من الذكريات، وما زال ضميري يأنبني على موضوعين أو ثلاثة قمت بتجاهلهم لأحظى ببعض المرح.
بالتفكير بالأمر، أعتقد بأن ضميري هو عدوي الأول، قبل أن يكون منقذي. فأغلب أوقات ضعفي وحزني كانت تتفاقم بسببه، ودائمًا ما أحظى بحروب داخلية ضده، بدلًا من أن يساعدني، فهو يقف ضدي في كثير من الأحيان، أو هذا ما أعتقده.
تتقد في داخلي رغبة جديدة بالتحول لشخصية صباحية، فقد كنت سابقًا صباحية، في المرحلة المتوسطة كاملة، والصفين الأول والثاني ثانوي، وأما ما بعدهما فقد أنقلبت، وتدحرجت ما بين السهر والاستيقاظ صباحًا، ضاعت هويتي في محاولة اكتشافي لها. بعد تأملي لنمط حياة زوجة عمي الصباحية ألهمتني لأكون مثلها، أو لأعود لسارة القديمة. مع أنني حاليًا أعاني من الأرق، وأحاول بصعوبة معالجته، إلا أنني سأحاول، بالأمس استيقظت صباحًا، انجزت كثيرًا، وتناولت الثلاث وجبات كاملة، وبالنظر للأمس عقدت العزم على المضي في قراري، مع أنني لم استيقظ اليوم، ولا أعلم السبب في الحقيقة، إلا أنني سأستيقظ غدًا بالتأكيد!