اكتب هذه التدوينة في الساعة الرابعة والنصف فجرًا، صباح ثالث أيام العيد، والسبب الوحيد لكتابتي في هذه الفجرية هو أنها الوقت الوحيد الذي استطيع به الانفراد بذاتي وروحي وأيبادي. في آخر أيام العشر وأيام العيد، لا أستطيع الجلوس لساعة كاملة متواصلة. كوننا المنزل الذي يستقطب الزوار بتواجد جدتي، لا أنفّك عن إصدار الأوامر وملاحقة الأطفال لكيلا يأكلوا حلا القهوة المعد للزوار، ولا أنجح غالبًا بهذه المهمة بسبب جملة “بلييز سارة” لا أعلم كيف للأطفال معرفة نقطة ضعفي وهي بذكر اسمي في منتصف الكلام، لكنهم ينالون مرادهم في معظم الأوقات بذلك. ولا أنسى أهم مهمة أنيطت إلي في هذا العيد، وهي تعريف زوجة ابن عمي الجديدة بالعائلة، والحرص على تجاذب أطراف الحديث معها لكيلا تشعر بالوحدة، لم يقم أحد بالحقيقة بتوجيهي لهذا لكن إحساس المسؤولية دعاني لذلك، وبالرغم من محاولاتي الجهيدة لجعلها تضحك إلا أنها أبت الضحك وحافظت على ثقلها، وفشلت أنا بالحفاظ على صورتي الثقيلة.
في هذا العيد تم نقل أغلب الأضاحي للمسلخ، ولم نضحي في المنزل إلا بخمسة أضحيات، وبهذا القرار لم أجد شيئًا لعمله صباح العيد، لم أقطع اللحم، ولم أحمس الكبدة، ولم أفعل أي شيء بما جرت العادة عليه، بسبب قلة الأعمال، ووجود خبراء بهذا المجال يقومون بأغلب المهمات
بدلًا مني. لم أقم إلا بتقطيع طماطتين، وتذوقت فلفل أحمر حار أحرق لساني، بسبب عدم معرفتنا
ما إذا كان الفلفل الموجود حارًا أم لا، أجبرت على تذوقه، وتمت التضحية بي في ذلك الصباح.
أما الحدث الرئيسي يقع في ثالث أيام العيد، وهو اليوم، تقع مسؤولية تحضير اجتماع عيد الجريسي على عائلتنا، ولذلك ينتظرني عمل مضاعف لما قمت به في الأيام الماضية. أتمنى أن أنجو ببدني وسلامتي النفسية، وحتى انتهاء الإعصار المرتقب.
إلى اللقاء، سأعود لإكمال التدوينة في الغد.
اليوم التالي..
لم يكن التجهيز متعبًا كما تخيلت، قمن بنات عمومتي بعمل كل شيء، ولم أدفع سوى المال ههه، لم أجرّب الجلوس والمشاهدة من قبل، أعجبتني تجربة انتظار العيد بدون توتر. قضيت اليوم بالضحك وتبادل الأحاديث مع الكثير ممن رأيتهم آخر مرة قبل كورونا. وهكذا مرت ثلاثة أيام من العيد بسرعة البرق، تعبت في بدايتها، وارتحت في آخرها.
ولأنني أشعر بأن ما ذكر في هذه التدوينة قليل عما اعتدت على كتابته سابقًا، سأضيف إجاباتي على ترشيح عزيزتي فاطمة @fawriter20 للإجابة عن سبعة أسئلة.
١-حدثنا عن نفسك بسطر واحد.
“ولو لم يكن في كفه غير روحه .. لجاد بها فليتّق الله سائله”
٢-لما اخترت مجال التدوين؟
أنشأت مدونتي بعد شعوري الفضيع بالملل واللاجدوى ههه
٣-ثلاثة مدونات أقرأها باستمرار
لا أقرأ أي مدونة سوى مدونة الكاتب أحمد حسن مشرف، ليس لسبب معين، لكن اكتفيت بنشرات ثمانية ومعنى، وليس لدي أصلًا أي اطلاع على أي مدونات أو كتّاب آخرين. سأكون سعيدة بالطبع لأي توصيات.
٤-هل يشغلك عدد القرّاء؟
ولأن إنشائي لمدونتي لا ينم عن أي هدف كبير محوري، لم اهتم للقراء، وخصوصًا أنني لم أنشرها ولا أحرص على نشرها في أي مكان، لم أشعر بأهمية التركيز على عدد القراء. لكن في فترة معينة، زادت القراءات بشكل كبير جعلني أتوقع زيادتها في كل مرة، لكنني سرعان ما استسلمت لواقع أنني في كل مرة أركز على عدد القراء، سأنسلخ عن نفسي لأكتب كما يريدون تمامًا، لذلك فضلت أن تزداد القراءات ببطئ على أن أكتب بشكل مختلف ومتوقع من الغير.
٥-ما هي فكرتك عن النجاح في الحياة؟
سؤال يحتاج لتفصيل وإجابة شاسعة وتدوينة منفصلة، سأختصرها في أن أحافظ على محاولاتي الجهيدة للعيش برضا، محاولاتي لأكون أفضل من الأمس، محاولاتي لتحقيق كل أهدافي السنوية التي أضعها في دفتري.
٦-هل لديك رسالة تحاول تحقيقها في الحياة؟
نعم، كتبتها على شكل نقاط مؤخرًا وسأضعها أمامي لكيلا أحيد عنها، كتبت ١١ نقطة لن أذكر منها سوى ثلاثة:
١)الحرص على علاقة مكسب-مكسب
٢)حس الدعابة مهم، لكن الأهم مشاعر الناس
٣)نحن مجرد مسافرين، والوجهة المرادة الأخيرة هي الجنة
٧-أحب ثلاثة تدوينات في مدونتك إلى قلبك قصة -مرطبان- وحتى هذه اللحظة أشعر بأنها أفضل
فكرة قد خطرت لي يومًا، وقد أجدت كتابتها فعلًا، لكنني لا أعلم لما لم تتلقى الاهتمام المطلوب. وقصة -عسكريم أبو خمسة- قصة مضحكة، لطيفة، أستطيع رؤية أحمد أخي يعيشها فعلًا. أخيرًا نجمة المدونة وأكثر التدوينات قراءةً-١٠ نقاط سلبية للعيش في منزل الجد” لا أشعر تجاه هذه التدوينة إلا بمشاعر الامتنان ❤️.