السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أملك نكتة، وإنما فعليًا إلى الملتقى!
أشارك غدًا بإذن الله بملتقى المشاريع الطلابية المتميزة المقام بالمجمعة، وأخيرًا أرى إنجازي في الأشهر الماضية يحصد انتباهًا. أملك مقاطع كثيرة قمت بتصويرها أثناء انهياري على مشروع التخرج، أقوم بخياطة جزئية حتى تنفتق أخرى، وما أن أرقعها حتى تتمزق زاوية أخرى، وما بين الخياطة والترقيع، دمعة هنا ودمعة هناك، ولكن تلك الدموع والرقع هاهي تؤتي ثمارها. والحمدلله دائمًا من قبل ومن بعد.
انتهيت للتو من التدرب على العرض، وما يقلقني هو قصر وقت التقديم، فثلاثة دقائق وقت قصير جدًا لتقديم عمل مبذول خلال أشهر، لكنني أمتلك ميزة الراب، وهي نطق ثلاثة كلمات أو أكثر خلال ثانية واحدة، ولو أنها نقمة أحيانًا إلا أنني سأحاول جاهدة الاستفادة منها بشكل معقول غدًا، وآمل ألا أكون أنشأت وحدة قياس جديدة لسرعة الكلام.
وبهذا الصدد سأعرفكم على مشروعي.
قمت بدراسة تحليلية لرواية آرثر قولدن “مذكرات جيشا”، حيث درست اللغة التي استخدمها الكاتب لتقمص الشخصية الأنثوية التي يحكي قصتها. واعتمدت بالتحليل على نظرية العالمة لاكوف، وهي أول من وضع أساس الفروقات اللغوية بين الجنسين، حيث قامت بذكرخصائص بارزة باللغة المستخدمة من قبل الإناث. ومن تلك الخصائص: الأسماء المحددة للألوان، الصفات الفارغة، الأسئلة الذيلية، الاحتياطات اللغوية، التحدث بشكل مائل، تجنب استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة وأخيرًا الأشكال اللغوية المهذبة. قمت بحصر الكلمات التي تندرج تحت تلك الخصائص وقارنتها بالأسلوب اللغوي المستخدم بالرواية. وقد كانت النتيجة تقمّص الكاتب بما نسبته ٢٠٠٪ من الأسلوب الأنثوي، وهذا ما يشير إليه نجاح الرواية المبهر.
السبب الرئيسي لكتابة هذه التدوينة أولًا هو تخليدها كذكرى قبل المشاركة، وسأحرص على كتابة تدوينة أخرى بعد انتهاء الملتقى. والسبب الثاني هو شوقي العارم للكتابة، فبعد انتهائي من تحدي الكتابة ذاك شعرت بفارغ مؤذي بالحقيقة، على عكس ما توقعت لم يكن الأمر كسرًا لأسلوب حياتي، وإنما مايتوجب عليه أن يكون أسلوب حياتي وطريقة عيشي، أن تكون الكتابة أسلوب حياة لا رفاهية، وهذا ما أنا بصدد فعله بإذن الله.
سأحرص غدًا على توثيق التجربة كمقطع مرئي، وسأحرص على الاستمتاع وكسب الفائدة قدر المستطاع، فهذه هي فرصتي الوحيدة للمشاركة بملتقى مشاريع التخرج، لا أعلم إن كنت سأدرس مجددًا في المستقبل وبذلك سأشارك مجددًا بملتقى آخر، لكنني أعلم يقينًا بأنها تجربة فريدة قد لا تتكرر ظروفها مرة ثانية.
لم أفكر حقيقة بأمر تحصيل مركز من المراكز، فكل ما فكرت وما أفكر فيه هو عيش التجربة بحد ذاتها، لكنني واللوم على لساني بنيت توقعات على أدائي بشكل غير مقصود. جلست أمام الدكتورة وتحدثنا عن الملتقى، وبالتأكيد انقلبت دفة الحوار لها وقامت بما يقوم به أي مشرف، شحنتني بحديث لا ينقطع عن الفخر والفوز والأمل، وقالت:”أنا عندي أمل إننا بنفوز” تفوهت برد جعلها تفقد استيعابها للحظات حيث قلت:”أنا إن شاء الله بفوز” مع ابتسامة توحي بثقة أكثر من ندم، ابتسمت بدورها وقالت أنها فعلًا تعتقد ذلك، وأشكر لها أملها هذا، والآن كل ما أفكر فيه هو محاولة الفوز فقط لأقول لها:”شفتي ما قلت لك إني بفوز؟”.
وحتى تلك اللحظة التي سأفوز بها، إلى الملتقى.