العودة للأيام الخوالي وفكرة الاستسلام

فكرت كثيرًا في الاستسلام عن كتابة هذه التدوينة، لعدة أسباب، أولها أنني *مزنوقة* وما يعنيه هذا أنني أحارب انزلاق الوقت من يدي للكتابة، وثانيها أنني فعليًا لا أجد ما أثرر به عليكم. إلا أنني تذكرت خيالات وقوفي على مسرح – Tedx – وحديثي عن الكتابة كل اثنين بدون انقطاع، فإن استسلمت الآن، لن أستطيع قول تلك الجملة. أصبحت خيالاتي تلك، هي وقود العمل الخاص بي، وإن لم تكن ملموسة وحقيقية الآن، فهي بالتأكيد ليست مستحيلة.

“اللي معه حلم يسعى لأجل تحقيقه – ما فيه أحد حقق أحلامه .. وهو قاعد”

قرأت البيت السابق في أثناء تفكيري عن موضوع للكتابة عنه، وإن أخذناه بشكل حرفي، فأنا أستطيع وبشكل مؤكد أن أحقق حلمي وأنا جالسة، في الأصل، لن أستطيع الكتابة وأنا واقفة على قدمي. قد يكون السطر السابق نكتة سيئة، لكنني بالتفكير فيها ابتسمت، ولعل من يقرأ هذه الأسطر يشاركني ذات الحس الكوميدي.

أتمنى بأن يكون سعيي للكتابة كل اثنين وقوفًا يساعدني على الوصول. لم أشكك في احتمالية ذلك، ولكنني أحيانًا أستثقلها. أجد فكرة الاستسلام مجرد خيار، وليست كما يراها البعض فكرة مشينة وخطوة مخجلة. لذلك بالتفكير فيها، لا أستصعبها أبدًا، ولا أشعر بالخزي منها، ولا من نفسي. وبالتفكير في الأوقات التي سأقضيها أشاهد فيلمًا بدلًا من الكتابة، لهي فكرة مغرية في الحقيقة، إلا أنني لن أحقق شيئًا وأنا – قاعدة- كما يقول البيت.

أجدني أتغذى على الأهداف، وإن لم يكن لدي هدف، لاستسلمت عن الحياة، ولا أعني بذلك شنق نفسي، بل بالاستمتاع فيها. ما هي الحياة بدون خيالات نفكر بها قبل نومنا؟ ما هي الحياة بدون هدف اسبوعي أضع علامة الصح بجانبه؟ ما هي الحياة إن لم أعطِ وآخذ، إن لم أستشعر قيمة الوقت الذي يصارعني الآن؟ ما هي الحياة بدون انجاز؟ ولو كانت بضع كلمات أنشرها كل اثنين.

لعل هذه التدوينة انقلبت إلى فضفضة مني لنفسي، أو بالأصح محاولة مني لرفع معنوياتي. تجولت قبل أيام في المدونة، واستغربت كمية التدوينات التي كانت من هذا النوع، فضفضات كثيرة، وأغلبها كانت عن الجامعة، كيف استطعتم احتمالي؟ وقلت في نفسي بأنني لم أكتب عن هذا النوع من المشاعر لمدة طويلة، ولعلي لم أذكر ربي، وجاءت النكسة سريعًا، وها أنا ذا، أفضفض مجددًا، وعادت حليمة لعادتها القديمة. لكن بالتأكيد، بالتأكيد، بالتأكيد، تدوينة الأسبوع القادم ستكون مختلفة تمامًا، صدقوني هذه المرة.

وما هي فضفضتي إن لم تحتوِ على حديثي عن نظام نومي؟ لم أستطع تعديل نومي منذ الاجازة الصيفية الماضية، وإن كنت لا أخشى الاعتراف بانصياعي لفكرة الاستسلام، إلا أنني أكره الاعتراف بأنني تحولت إلى خفاش. حاولت بكل الطرق تعديله، إلا أنني فشلت فشلًا ذريعًا في كل مرة. وإن كانت لديكم طرق سحرية لإنقاذي، فأرجو أن تدلوني عليها.

وحتى تدوينة الاثنين القادم التي أفكر فيها من اليوم، إلى اللقاء يا أصدقاء.

*حاشية

في اللحظة التي ومضت فيها فكرة الاستسلام عن تدوينة اليوم، سمعت هذه الكلمات:”ما أسامحك توقفين عن كتابة التدوينات” ولأني خفيفة لدرجة أن تؤثر علي تلك الكلمات، كتبت اليوم ما كتبته. وأحمد الله على وجود الرغبة والأحلام والإلهام، والدعم الغير منقطع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top