١٢ كتاب، ١٢ شهر (٢٠٢٣)

ابتدأ هذه التدوينة بسؤالكم عن المظهر الجديد لمدونتي، رائعة أليس كذلك؟ صرفت على تطويرها من المهر الخاص بي، وبذلك قد تضع والدتي تاريخ زفافي بالغد، لتوقفني عن صرف المزيد من الأموال. ومع احتمالية زفافي بالغد، فأنا أراها خطوة مهمة ومحققة، كوني عازمة على القيام بها خلال هذه السنة، فسواء كانت التطوير من مهري أو من غيره، فأنا حتمًا كنت سأقوم بتعديلها. ومن هنا أشكر رحاب العوبثاني التي قامت بتصميم وإنشاء مدونتي بحلتها الجديدة. وأما المشتركين وأصدقائي من المدونة السابقة، أرجو أن تشتركوا مجددًا من خلال الخانة في أسفل هذه التدوينة. *سأضيف ميزة الاشتراك قريبًا*

قرأت في هذه السنة اثنين وخمسين كتابًا، عدد لم أتوقعه في الحقيقة، كوني لم أمتلك نظامًا محددًا لساعات القراءة كما كنت أفعل في السنوات الماضية. بالإضافة إلى أنني لم أضع هدفًا لعدد الكتب أو قائمة بعناونيها. قرأت بما يمليه علي مزاجي، وقد يكون نظامًا صالحًا للاتباع كوني قرأت ما أود قراءته فقط، بدون أي ضغوط.

يناير

حفلة التفاهة – ميلان كونديرا

هممت بالكتابة عن كتاب موت صغير، وتذكرت بأنني كتبت تدوينة كاملة عنه، وفزت فيها في مسابقة، لكنني نسيت هذا كله. وبدلًا عن موت صغير، أكتب عن حفلة التفاهة، لميلان كونديرا.

“أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، و لا تغييره إلى الأفضل، و لا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة : ألا نأخذه على محمل الجد.”

وقد يلخص هذا الاقتباس كل الكتاب. هذه هي المرة الأولى التي أقرأ بها للكاتب، وصادف أن يكون آخر كتاب له. أسلوب الكاتب هو حفلة بحد ذاته، يروي تارة ويخرج عن الرواية ليتحدث مع القارئ تارة أخرى. يقفز ما بين عدد كبير من المواضيع، الفلسفة والتاريخ ومجريات الرواية نفسها، يسخر من نفسه ومن القارئ ومن الشخصيات.

أربع أصدقاء يتفقون على الالتقاء بحفلة كوكتيل، محبطون وثائرون على الواقع، يحاربون الحياة بالتفاهة، يضحكون فيما بينهم، يكذبون ويتخيلون. لا شيء جدي، يدفنون آلامهم تحت سخافات يخترعونها ويعيشونها. يعيشون حياة شخصيات متخيلة لمزيد من الحرية، لاكتشاف الحياة ولعيش التجربة.

فبراير

خارج المكان – ادوارد سعيد

لم أقرأ مسبقًا لإدوارد سعيد، وكل ما أعرفه عنه كان ما درست في مادة الأدب في الجامعة، إلا أنني قرأت اقتباس جعلني اشتري الكتاب فور قرائتي له، وهو: “وما إن تنتقل أمي من العربية إلى الإنجليزية حتي تصير نبرتها أكثر موضوعية وجدية، فتكاد تطرد نهائيًا الحميمية المتسامحة والمموسقة للغتها الأولى، العربية.” أعتبر نفسي مهووسة في مجال اكتساب اللغة وتأثيرها على الهوية، واقتباس كهذا كان كفيلًا بجعلي اقتني الكتاب في لحظتها. لم أتوقع عند إمساكي للكتاب بأن يكون مؤلمًا هكذا، خارج المكان، داخل الألم والمعاناة. ومن الأمور الكثيرة التي لم أتوقعها بجانب الشقاء الذي يحتضنه الكتاب هي نشأة ادوارد سعيد. لم أتخيل بأن نشأة كهذه ستفضي إلى السياسية والدراسات النقدية، لكن لعل المعاناة هي السبب لذلك من الأساس.

انتابني احساس عجيب بأنني أقرأ الأسطر لمشاهد، لم يبدو لي ادوار يكتب عن نفسه بضمير المتكلم، بل عن ادوارد آخر تمامًا، عن طفل تعيس، ضائع، حبيس عالم يسعى للمثالية، عالم صنعه والداه لتنشئة ابن خيالي، لم يستطع ادوارد أن يكون كما خططا له أن يكون، وكانت تلك جذور المشكلة، أراد والداه الكثير، ولم يستطع بالرغم من محاولاته الجهيدة أن يصل لتوقعاتهم.

بالعودة للكتاب وصفحاته، فقد كانت الصفحات ممتلئة بالكلمات، انهمرت الكلمات انهمارًا مخيفًا، كأنها صرخات لكل موقف عاشه ادوارد، صرخات اعتراض وحنين في نفس الوقت، كلمات ظلت حبيسة في صدره طوال الخمس وعشرين سنة الأولى من حياته.

تحدث ادوارد عن حياته قبل المدرسة، عن وسواس والدته ووالده باستقامة ظهره وطوله ومظهره، عن علاقته بأخواته اللاتي لم يكنّ أبدًا في حياته، والدته التي رأت الصواب في أن تكون الوسيط بينهم جميعًا، فكبروا بدون أن يجمعهم سوى الاسم. تحدث عن سنواته الدراسية المليئة بالتقريع والتنمر والتعب، دروس خصوصية وتمارين رياضية، تنقلاته بين المدارس، إجازاته الصيفية، الحرب والانقلابات، فلسطين واسرائيل، أمريكا والدراسة فيها، المرض والانفصال، وأخيرًا الحياة الجنسية لشاب لم يملك الثقة ولا الأمان ولا المعرفة، ولا حتى الأصدقاء.

مارس

كافكا على الشاطئ – هاروكي موراكامي

اشتريت الكتاب في سنة ٢٠٢١ ، وقلت بأنني لن اقرأه إلا أمام الشاطئ، لا لشيء وإنما لأقول بأنني قرأت كافكا على الشاطئ أمام الشاطئ. وأتتني الفرصة أخيرًا في رحلتنا للشرقية، إلا أنني قرأت كافكا على الشاطئ في دبة السيارة، وفي غرفة الفندق، بدلًا من أمام الشاطئ، نظرًا للأحوال الجوية وقتها وقصر مدة سفرنا.

كانت تلك قراءتي الرابعة لهاروكي، فكنت معتادة على شطحاته وخيالاته. تدور القصة حول شخصيتين رئيسيتين، الأولى شاب يدعى كافكا، مراهق هارب، يقتات على القراءة وعلى فكرة الحرية. والآخر ناكاتا، عجوز لا يعرف القراءة ولا الكتابة، يواجه صعوبة في الحديث وتجميع الأفكار، إلا أن لديه قدرة عجيبة تمكنه من الحديث مع القطط. يتناول الكتاب كل قصة على حدة، يتناوب بينهما. ينطلق كافكا في رحلة للبحث عن حريته، وينطلق ناكاتا ليحقق ما يمليه عليه قلبه.

الأسلوب الكتابي ذكي جدًا، نوع الكاتب ما بين الأساليب الكتابية بمهارة مما جعل الكتاب أشبه بصورة ثلاثية الأبعاد. أتعرف على الشخصيات من عدة جهات، وأغرق في عالمها. لم يخلو الكتاب بالطبع من الجنس، ولعل الكاتب في هذه الرواية تمادى بالموضوع، وهذا ما سبب الانقلاب عليها. حوّم كبدي وعصبني، بس القصة رهيبة وذكية.

أبريل

الحرب والسلم – ليو تولستوي

كان أبريل من أمتع الأشهر السنة الماضية، مليئًا بالقراءة، قرأت فيه الحرب والسلم وأنهيتها في سبعة عشر يومًا، وأفتخر بهذا الرقم كإنجاز يحتفى به. كتبت عن السلسلة تدوينة كاملة تجدونها هنا. ومنذ ذلك اليوم، وحتى اليوم بكتابتي عنها للمرة الثانية، لم أشاهد الفيلم بعد.

مايو

كحل وحبهان – عمر طاهر

قلت لمن اقترح لي الرواية:”ليتني أنا اللي كتبتها”، الكثير من التعليقات في القودريدز كانت عن مدى تمثيل الرواية للثمانينيات المصرية، وأنا أقول بأن أغلبها يمثل الجميع وليس المصريين فقط، ليس الجميع بالضبط، وإنما محبي الأكل، رابطة تقدير اللقمة، ورابطة العين تأكل قبل الفم. انتابني أثناء قراءتها إحساس يشابه إحساس رواية ملذات طوكيو، بعد كل فصل أشعر بالجوع، وبعد ذكر اسم طبق، أبحث عنه في قوقل. قد يكون سرد الرواية عاديًا، وقد تكون بلا حبكة يعوّل عليها، وهذا ما أراه أنا اختيارًا حكيمًا لقصة تدور حول الطعام. أجدها رواية ممتعة، لطيفة، تقرأ في أي وقت، وسأعيد قراءتها بالتأكيد.

-عبدالله- وهو الشخصية الرئيسية في القصة، يحكي عن طفولته، عن منزله الذي يعيش فيه مع والديه وجدته، عن الطعام الذي تعده والدته، وعن شخصية جدته وتأثيرها في توازن البيت. يروي عبدالله ذكرياته ما بين الماضي والحاضر، عن طفولته ومراهقته وعن المرحلة التي أصبحت فيها القهوة إدمانًا. وبالتأكيد لا نتحدث عن ذكريات الماضي بدون أن نحكي عن قصة الحب الأول، وقصة الحب الأخير.

“فراغ المعدة، القلب والبيت والوجدان والطريق والجيب، كل فراغ يؤلم صاحبه، ما عدا فراغ العقل؛ فهو يجلب له النعيم”

يونيو

رحلة إلى الماضي – ستيفان تسفايغ

نوفيلا قصيرة، تقع في ٧٧ صفحة، إلا أنها ثقيلة بالمشاعر، أحداثها تنساب بين الأصابع، تقلب صفحاتها سريعًا لتستطيع اللحاق بها. تبدأ الرواية بآخر حدث في القصة، لتبدأ بعدها التفاصيل بالطفو على السطح، عن القصة من البداية، وكيف انتهى بالشحصيات أن تكون على تلك الحال. قصة عاطفية مليئة بالحب، بين امرأة غنية، وشاب بدأ حياته بدون ملجأ، إلى أن أصبحت تلك المرأة ملجأه.

” لم تـعد هي المرأة نفسها، ولم يعد هو الرجل نفسه، وبرغم ذلك كانا يبحثان عن بعضهما البعض في سعي عبثي لا طائل من ورائه، وبينما يـهربان من اللقاء، كانا يتجشّمان عناء العثور على بعضهما من جديد في محاولة خيالية خائبة، مثلهما مثل الظلّين الأسودين عند أطراف أقدامهما.”

يوليو

زوروبا – نيكوس كازانتزاكي

اشتريت الكتاب بدون رغبة عاجلة في قراءته، وفي الحقيقة اشتريته لمجرد الاسم، بالرغم لمعرفتي المسبقة لمكانته الأدبية لم أشعر بالحماسة لأبدأ قراءته. سكن الكتاب المكتبة لعدة أشهر، وفي بداية الأسبوع اختاره لي أخي الأصغر لقراءته، كتغيير أطلب منه أن يختار لي كتاب الأسبوع، وكما يفعل دائمًا، يختار لي الكتب التي لا أريد قراءتها، فاختار لي هذا الكتاب، والحمدلله أنه فعل.

تلتقي الشخصية الرئيسية بالكتاب المدعاة باسيل بزوربا داخل حانة بحّارة، حانة مزدحمة وقذرة، يعرض زوربا خدماته ويفتن بها باسيل، الذي سيتجه إلى جزيرة لبدء مشروع تنقيب، يتفقان على العمل معًا، أن يكون باسيل مشرفًا، وزوربا رئيسًا للعمال، وعاملًا أساسيًا للمشروع. تتكون شخصية باسيل من الشك والقلق والطموح، بينما تتشكل شخصية زوربا من المغامرة والكفاح والعزيمة، وهو على العكس تمامًا من باسيل ولعل هذا ما جمعهما في الأساس.

لا يكف زوربا عن الكلام، يتكلم حتى ينام، وينهل منه باسيل حتى الثمالة. باسيل الذي يتغذى على الكتب ويعيش عليها ومنها يطلب من زوربا أن يغدقه بما لا تسجله الكتب. زوربا بخبرته وزيجاته العديدة ومغامراته حول العالم يتحدث كمن خرج من كل هذه بلا أية ندوب، ولكنه مثقل القلب وخائف، يرقص ويضحك كأنه لم يبكي ليلًا. تتشابك خيوط القصة مع الكنيسة، والحب، والتضحيات. جثتان ومشروعان، ينجحان ويفشلان، علاقة قامت على الصدق والحوار.

أريد تجربة ما شعر به باسيل، أريد أن أنهل من تجارب شخص كثير الكلام، أود الاستماع بدلًا من الحديث، وأعلم يقينًا بأنني لن أظل صامته لأكثر من دقيقتين، إلا أنني أود فعلًا أن أرافق شخصًا كزوربا، مليء بالعاطفة الجياشة، والذكريات المرحة، والكثير والكثير من البساطة.

*ملاحظة، وجدت زوربا الخاص بي

“كل الحسنات التي تبعث المتعة في قلب الانسان: الضحكة الصافية، والكلمة الطيبة، والأطعمة اللذيذة.”

“أما وقد أصبحت الآن أعرف شقائي، فلعلني سأستطيع أن أقهره بسهولة أكبر. إن شقائي لم يعد متفرقًا وغير متجسد، لقد دخل في الكلمة، لقد تجسّد وأصبح من السهل عليّ مقاومته.”

أغسطس

عم نتحدث حين نتحدث عن الحب – ريموند كارڤر

مجموعة قصصية مبهرة، انهيت الكتاب خلال جلسة واحدة، لم أستطع التوقف عن القراءة. المنهج الذي اتخذته في كتاباتي، اتخذه الكاتب قبلي بسنوات؛ لذلك عند قراءتي لهذه المجموعة وقعت على وجهي من الحب، وعندما نتحدث عن الحب، لربما نتحدث عن الوقوع في حب الأدب.

يسلط الكاتب الضوء على الزوايا الغير مرئية للحياة، للشقاء ، للمشاكل العائلية، للحب والكره. تنساب الكلمات على السطور بدون تعقيد، بلا عقد وحبك صعبة الفهم أو خطيرة، نصوص مكتوبة بذكاء منقطع النظير.

“أناضل وحيداً في هذه الحياة، هكذا كنت دومًا، وهكذا سأظل.”

سبتمبر

اختراع العزلة – بول أوستر

لا أجد الكلمات لأصف ما شعرت به أثناء قراءة هذا الكتاب بالتحديد، قرأته وكأنني أضع صخرة على صدري.

يكتب بول عن والده، أو ما يتذكره عن والده. ينقب في منزل والده بعد رحيله عن أشباه ذكريات، عن أشياء قد يعول عليها في تذكره. يكتب بول عن طفولته، وتتفرع النصوص حتى يكتب عن طفولة والده، وكأنه يبحث عن لعذر يساعده على المغفرة، على فهم العزلة التي فرضها والده على نفسه.

يكتب أيضًا عن الكتابة والكلمات، والحرية، والمشاعر. أفهم انفجار الكلمات الذي ولدته صدمة وفاة والده، كلمات فاضت بدلًا من الدموع، كلمات أرادت الخروج منذ زمن، إلا أن عنق الزجاجة كان ضيقًا، منعها من الخروج، ولم تخرج الكلمات إلا بانكسار الزجاجة كاملة.

نص مكتوب بسلاسة شديدة، ورقة ممزوجة بحزن. تتابع للأفكار مثير بالرغم من كون الكلمات مكتوبة في وقت عسير ومحنة صعبة. وبين الأسطر، نجد الأمومة، الأبوة، الندم والعزلة.

“بالنظر إلى الوراء الآن بعد ثلاثة أسابيع على الوفاة أرى أن ردّة فعلي حينها كانت مريبة، خِلْتُ دومًا بأن الموت سوف يفقدني القدرة على الشعور، سيشلني بالأسى، أما الآن، وقد حدث ما حدث، فأتذكر أنني لم أذرف دمعًا، ولم أشعر بالعالم يتهاوى من حولي، ويا للغرابة، لقد كنت مُستعِدا بشكل لافت لتقبّل هذا الموت على الرغم من بغتته. إن الذي شوّشني حقًّا كان أمرًا آخر، أمرًا لا علاقة له بالموت أو ردّة فعلي نحوه: اكتشفتُ أنّ أبي لم يترك وراءه أيّ أثر”

أكتوبر

أنا قط – ناتسومي سوسيكي (الجزئين الأول والثاني)

لأكسر العادة، أكتب عن أسوء كتاب لشهر أكتوبر.

أغرمت تمامًا بكتاب وسادة من عشب، لذلك أيقنت تمامًا أنني سأكون أمام تحفة أدبية، إلا أن الوضع لم يكن كذلك، كنت أمام قصة تحتاج للكثير من الحضور القططي. كانت البداية جيدة، الجزء الأول جيد بشكل ما، قط أغرم بقطة، يتحارب مع قطة أخرى، ويعود يجر ذيل خيبته إلى المعلم الذي تبناه ولم يعطه اسمًا. في الجزء الثاني تكثر حوارات البشر، تختفي القطة المعشوقة، ويختفي قط الجيران الأسود الشرير. نكون أمام حوارات بشرية مخمورة في أغلبها، مشاجرات لا فائدة منها، ومقارنة وحيدة بين البشر والقطط هي أكثر ما أعجبني في الجزء الثاني. ومع ذلك نرتبط أكثر مع القط، نشقى لشقاءه، ونفرح لفرحه، وأتمنى بإن كان له اسمًا، لكي لا أنساه بين الحضور القوي للسنوريات في هذا العالم.

أبرز القضايا التي نلاحظها في هذا الجزء، الزواج والحياة الزوجية، الطبقات الاجتماعية، والمواساة والحمامات العامة، وكلها كانت مبنية على حوارات بين البشر، لم يتدخل القط بينها، وليته تدخل. ولا أنسى القول بأن الأخطاء الإملائية مهولة، والترجمة الحرفية تسيطر على النص، فإن لم يرتفع ضغطك من القصة، سيرتفع ضغطك من الترجمة.

نوفمبر

أنا لا أخاف – نيكولو أمانيتي

نأتي على ذكر أفضل كتاب قرأته للسنة، وبدلًا من أن أكتب نصًا وصفيًا شاعريًا للكتاب، كتبت قائمة بالأسباب التي أصبح فيها كتاب السنة.

١- بطل القصة طفل

٢- الحدث الرئيسي أخذ وقته بالحدوث

٣- الأجواء عائلية

٤- المكان معزول عن العالم

٥- القصة فائضة بالمشاعر

٦- لا يحتوي على الكثير من الحشو

٧- عنصر المفاجئة حاضر

٨- السرد بسيط

٩- الأحداث متتابعة ومنظمة

١٠- الكتاب قصير ونهايته مفتوحة

نعم، أنا من أنصار النهايات المفتوحة.

ديسمبر

ليالي ألف ليلة وليلة – نجيب محفوظ

ختامها مسك فعلًا، ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها لنجيب، قرأت له أربعة أعمال، وهذا العمل الانبهار الخامس. في كل مرة أقرأ فيها له، أنبهر، وكأنني أقرأ له للمرة الأولى. السرد العجيب، والحبكة السلسلة. القصة تبدأ بعد توقف شهريار عن قتل الفتيات، تزوج شهرزاد وحملت منه، لذلك نترك القصر وقصصها ونغوص في الحي الذي لا يهدأ، ولا يسكن عن الموت والفجيعة والأسرار.

كل فصل يحمل اسم شخصية من الحي، الاسكافي، والحمّال والتاجر، الكل يحمل سرًا مدفونًا فيه، يكشف مرة ومرة يموت مع صاحبه. يتدخل العفاريت والجن في تحركة الأحداث، يهزون الحي بالسحر والخدع، ويحاول المؤمنون من الحي على القضاء على الشر وإعادة الناس لسلوكهم القويم والمعروفين فيه.

“لا يستطيع أن يدمّر الإنسان مثل نفسه، فقال الرجل بغموض: ولا يستطيع أن ينجيه مثل نفسه.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top