فكّرت بهذا العنوان لمدة أسبوع كامل، فعليًا، ماهي أغنيتي المفضلة؟ يتغير مزاجي في اليوم الواحد مئات المرات، وتتغير أغنيتي المفضلة حسب ذلك. ولدي قائمة بالأغاني التي مهما سمعتها ستجعلني في مزاج رائق، لكن هل أخاطر وأفصح عن ذوقي الحقيقي للجميع؟ وماذا عن خصوصيتي وعشرتي مع بعض الأغاني؟ بيني وبين بعض العناوين عيش وملح، ولا يستطيع قلبي إظهارها للجميع بتلك البساطة. هذا غير أنني احترت ما بين محمد عبده وكون هيوك وفرانك أوشن، واحترت ما بين معزوفة لبيتهوفن أو موسيقى خلفية لفيلم أو أغنية راب، منافسة غير عادلة بينهم جميعًا، لكنني قررت الإكمال على تدوينة سابقة تحدثت بها عن مغني وهي تقلبات مزاجية تصنع ألبومًا غنائيًا، وبما أن إعجابي مفضوحٌ مفضوحٌ، قررت الكتابة عن أغانيه، وهي بالفعل من أغانيي المفضلة.
نبدأ بالأغنية الأولى التي خطرت ببالي عندما فكرت به، Ballroom Extravaganza . وهي أغنيته المفضلة لي في هذه الأيام، وكأسمها تجعلني أشعر بأنني بحفل خلال القرن الثامن عشر، ظلام، وفساتين عملاقة، وأرضية لامعة وسقف مزخرف، وفرقة عازفة مجنونة، لا يدعوهم أحد للعزف بسبب موسيقاهم الغريبة، وأشكالهم الأكثر غرابه، لكنهم ينجحون بإشعال الحفل،يرقص الجميع بإثارة، لكنهم يطردون بعدها من المدينة. وكما هي الأغنية، تبدأ هادئة، ليرتفع الإيقاع باستمرار، يصل للجزء الرئيسي ويرتفع الإيقاع أكثر، يهدأ مجددًا لثواني، ويعود لجنونه حتى نهاية الأغنية.
الأغنية الثانية Sometimes I am وهي حوار بالأغلب بينه وبين نفسه اليائسة، وعلى العكس من اللحن الراقص، فكلماتها مرهفة حزينة، ويلعب الكاتب بالضمير You بين المستمع للأغنية ونفسه وحبيبته، ذكاء لغوي رهيب. وما يكسب الأغنية بعضًا من اللذاذة استخدام Ad lib ولا أدري كيف تترجم للعربية، لكنني أقصد بها الأصوات الخلفية المرتجلة، فعندما يقول I know I will turn this moment back into dust يرد على نفسه No no not really .
الأغنية الثالثة Mood ولا أستطيع القول غير أنها بديعة اللحن والكلمات. ٢:٠٨ يتحدث عن نفسه وحالته الشعورية الهادئة فيهدأ اللحن، يغني عن الغرق ونغرق معه، لينتشلنا اللحن الصاخب مجددًا من الغرق.
الأغنية الثالثة Merry go ويعني العنوان الإدمان، الدوار، والحركة المستمرة، وهذه المشاعر كلها تصلنا خلال الأغنية. ويقصد بالعنوان بشكل مفصول عن الأغنية عن الحالة الشعورية لركوب الأحصنة الدوارة في الملاهي. ركوب الأحصنة الدوارة يعطي شعورًا بالسعادة من خلال الدوران، ويقول الكاتب هنا أنه أدمن شعور السعادة، وها هو يدور بلا توقف. جزئي المفضل يبدأ من بداية الأغنية ٠:٣١ ، في اللحظة التي يفتح فيها المغني فمه، أبدأ أنا بالدوران.
وأما عن هاتين الأغنيتين Dope lovers و Nerves فلا أستطيع قول أي شيء سوى أنني أشعر بأنني داخل فيلم، حبكته حبكة بريالين، لكن تكلفة إنتاجه عالية، الممثل مغني روك غريب أطوار، ويقع بحب فتاة رقيقة كارهة للروك.
والأغنية قبل الأخيرة أفضل أن تشاهدوا الفيديو الخاص بها، Scaredy Cat ويقصد بها نفسه بالطبع، خوفه من مرضه، من تفاقم حالته، ولا حاجة لي بقول أنه هو نفسه من قام بإنتاج الفيديو.
وأخيرًا أغنية Welcome to the show ، أشعر بأنني بقاعة أوبرا، لا أسمع الأوبرا لكنني في حضرة موسيقى تنبع منها مشاعر حقيقية، ظلام ورائحة رطوبة، لا أصوات من الحضور وإنما هدوء لا يخلو من صراخ المغني نفسه، يفكر بعض الحضور بأموالهم التي أنفقوها لسماع هذا الصراخ، بينما أنا بكامل استمتاعي. وها قد قمت بالتحدث عن ثمانية أغاني، بالرغم من أنه لم يطلب مني الحديث سوى عن واحدة، وأجزم بأن اختياراتي ستثير استغراب البعض، لكن هذه هي أنا.